صفقة القرن السورية”.. كيف باع أحمد الشرع الجنوب مقابل عشاء ترامب؟

من التفاوض الاستراتيجي إلى البيع المباشر
بينما دَوَّخَ حافظ الأسد الدبلوماسية الإسرائيلية لعقدٍ كامل (1991-1999) للتفاوض على إرجاع الجولان شبراً شبراً، ها هو أحمد الشرع يطبخ اتفاقية أمنية خلال عشرة أيام فقط، لا تستعيد شبراً واحداً، بل تكرس السيطرة الإسرائيلية على الجنوب السوري وتفكك البنية الأمنية السورية لصالح إسرائيل. هذه ليست “دبلوماسية” بل هي صفقة خيانة بمواصفات عالية.
1. البنود السرية: تفكيك السيادة السورية لصالح إسرائيل
الاتفاقية لم تكن للسلام، بل للاستسلام:
· تبقى القوات الإسرائيلية في مرتفعات جبل الشيخ بشكل دائم.
· منع الجيش السوري من التواجد في القرى الدرزية.
.السويداء إدارة ذاتية
· ملاحقة فصائل المقاومة في سوريا (حماس والجهاد الإسلامي) نيابة عن إسرائيل.
· إبعاد قادة جهاديين من الجيش السوري حسب قوائم إسرائيلية.
· تفكيك مشاريع المسيّرات العسكرية ( الشاهين ) لأنصار الإسلام وهيئة تحرير الشام.
هذه البنود تُفكّك الأمن القومي السوري وتُحوّله إلى “شرطة حدود” لصالح إسرائيل.
التقسيم الأمني: ثلاث مناطق تُكرّس الاحتلال الإسرائيلي
· (منطقة عازلة): سيطرة إسرائيلية كاملة على ريف القنيطرة وجبل الشيخ.
· (منزوعة السلاح): منع الجيش السوري من التواجد في ريف دمشق ودرعا.
· منطقة حظر الطيران: شملت السويداء ودرعا والبادية السورية.
هذا التقسيم ليس مؤقتاً؛ بل هو إعادة رسم للخريطة الأمنية السورية بقلم إسرائيلي.
المقارنة التاريخية: الأسدين vs أحمد الشرع
· الأسدين : قاوموا التنازلات حول موقع رادار عسكري لسنوات والأسد الأبن لم يقبل إلا السير على نهج أبيه .
· أحمد الشرع: قبل بشروط إسرائيل خلال عشرة أيام لأجل “عشاء ترامب” وصورة في البيت الأبيض.
الفرق هنا ليس في الضغوط الدولية، بل في إرادة البيع. الشرع لم يُبعِ الجولان فحسب، بل باع شرف المقاومة وسيادة سوريا.
الشرع ليس جزءاً من الحل.. بل جوهر المشكلة
الذين يدافعون عن “ترتيب البيت الداخلي أولاً ” يغفلون أن الشرع نفسه هو سبب الضغوط الإسرائيلية. لو كان رياض حجاب أو أي سياسي آخر في السلطة، لرفض هذه الشروط واستقال كما فعل سابقاً. لكن الشرع يفضل البقاء في الكرسي حتى لو كلف ذلك تقسيم سوريا.
السؤال الآن: هل يقبلوا من صدعوا رؤوسنا منذ عشرات السنين باسم ثورة الشعب السوري وأن الأسدان باعوا الجولان ، أن يُكتب التاريخ أن الأسدين كانا أصحاب مبدأ ولم يبيعوا سوريا، بينما “ثورتهم” أنتجت من باع البلاد؟